الفصل الأول – جدران التنفس
---
انطلقت سيارة الأجرة، ولم يبقَ خلفها سوى هدير الريح وحفيف أوراق الشجر اليابسة البعيدة. وقفت إيفا مورغان ساكنةً على الرصيف، وحقيبتها بجانبها، تحدق في المنزل الفيكتوري المتواضع أمامها. لم يكن كبيرًا. لم يكن فخمًا. كان... هادئًا. هادئًا جدًا.
رقم 9.
كان طلاء البوابة متشققًا. وطُرِقَتْ مَطْرَقَةٌ نحاسيةٌ على شكل رأس أسدٍ باهتةً مع الزمن. زحف اللبلاب كالعروق عبر الجدران، مُغلِّفًا إياها بظلالٍ ترقص مع النسيم.
زفرت. زفرت الدار بدورها. أو ربما كانت الأشجار فقط.
عدّلت إيفا وشاحها ودخلت من البوابة الصاخبة. خشخش الحصى تحت حذائها، وعبق الهواء برائحة الغبار والورود اليابسة. للحظة، ظنت أنها سمعت همهمة خفيفة - منخفضة وثابتة، كصوت أنفاس خلف الجدران.
---
قبل عشرين دقيقة.
وكان اسم المرأة لانا.
لقد التقت بإيفا عند تسليم المفاتيح.
كان شعر لانا فضيًا جذابًا وصوتها هادئًا كأنه مُدرّب. سلّمت المفتاح النحاسي، المنقوش عليه الرقم 9، وقالت شيئًا واحدًا فقط قبل أن تختفي في الشارع:
بعض الأبواب تُفتح بالإرادة، والبعض الآخر... بالذاكرة.
رمشت إيفا. وعندما نظرت، فجأةً!! اختفت لانا!! وكأنها لم تكن..!
والأمر الأغرب هو...